على مدى سنوات، ارتبط اسم OpenAI بالبرمجيات والتطبيقات الذكية مثل ChatGPT و DALL-E وغيرها من الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. لكن الأخبار الأخيرة تكشف عن تحول استراتيجي ضخم قد يغير ملامح السوق العالمي للتكنولوجيا: الشركة تستعد لدخول مجال الأجهزة الفعلية، بخطوة وُصفت بأنها بداية "ثورة الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي".
OpenAI: من البرمجيات إلى الأجهزة
في مايو 2025، أعلنت OpenAI عن استحواذها على شركة io Products، التي أسسها المصمم الشهير Jony Ive (المسؤول عن تصميم منتجات Apple الأكثر شهرة مثل iPhone وMacBook). قيمة الصفقة قُدرت بحوالي 6.5 مليار دولار، وهو ما يعكس جدية OpenAI في دخول سوق الأجهزة الذكية. بانضمام فريق io إلى OpenAI، أصبحت الشركة تمتلك خبرات تصميمية وهندسية ضخمة تمهد الطريق لإنتاج أجهزة ثورية.
شراكات استراتيجية قوية
لتحقيق أهدافها الطموحة، دخلت OpenAI في شراكات عالمية مع أكبر موردي الأجهزة:
-
Luxshare: من أبرز المجمّعين لشركة Apple، ولديه خبرة طويلة في تصنيع أجهزة iPhone وAirPods.
-
Goertek: شركة متخصصة في تقنيات الصوت، ستسهم في تزويد الجهاز بمكونات صوتية متطورة.
هذه الشراكات تؤكد أن OpenAI تستهدف إنتاج أجهزة بكميات ضخمة، وليست مجرد تجربة محدودة.
مواصفات الجهاز المتوقع
رغم أن الشركة لم تكشف رسميًا عن التفاصيل الكاملة، إلا أن التسريبات أعطتنا لمحة عن شكل الجهاز:
-
جهاز صغير الحجم (Pocket-sized) يمكن حمله في الجيب.
-
بدون شاشة، ليخرج من إطار الاعتماد التقليدي على الهواتف الذكية.
-
مدرك للسياق (Context-aware): مزود بميكروفونات وكاميرات لتفسير البيئة المحيطة.
-
جهاز جديد تمامًا، ليس هاتفًا ولا نظارات ذكية، بل يُعتبر "الجهاز الثالث" بجانب الكمبيوتر والهاتف.
الجهاز الجديد سيكون بمثابة مساعد شخصي متنقل، قادر على فهم الأوامر، الترجمة، والتفاعل مع الحياة اليومية بطريقة طبيعية أكثر.
الجدول الزمني للإطلاق
التقارير تشير إلى أن أول جهاز استهلاكي من OpenAI سيظهر بنهاية 2026 أو بداية 2027، مع بدء الإنتاج الضخم في 2027. وتطمح الشركة إلى إنتاج ما يقارب 100 مليون وحدة، وهو هدف ضخم يضعها في مواجهة مباشرة مع عمالقة التكنولوجيا.
لماذا تتجه OpenAI إلى الأجهزة؟
الجواب ببساطة: المستقبل للأجهزة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (AI-native hardware). OpenAI تدرك أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى جسد ملموس، أجهزة مدمجة في حياتنا اليومية، تقدم تفاعلًا أكثر طبيعية وسلاسة بعيدًا عن الشاشات.
الجهاز المتوقع سيمنح المستخدمين تجربة فريدة، ربما أكثر خصوصية وسرعة، خصوصًا إذا كان قادرًا على معالجة البيانات محليًا وتقليل الاعتماد على الاتصال الدائم بالإنترنت.
تحديات كبيرة أمام OpenAI
رغم الطموح، المشروع ليس بلا مخاطر:
-
الخصوصية: وجود كاميرات وميكروفونات يثير تساؤلات حول حماية البيانات.
-
إدارة الطاقة: تشغيل مستشعرات ذكية باستمرار يتطلب حلولًا متقدمة للبطارية.
-
التصنيع والتوزيع: إنتاج 100 مليون وحدة يتطلب شبكة توريد قوية.
-
المنافسة الشرسة: شركات مثل Apple وGoogle سترد سريعًا.
أثر المشروع على العالم العربي
السؤال الأهم: هل ستصل هذه الأجهزة إلى منطقتنا بسرعة؟ غالبًا ما تُطلق الأجهزة أولًا في الأسواق الكبرى كالولايات المتحدة وأوروبا، لكن النجاح قد يُسرع وصولها إلى المنطقة العربية.
تخيل أن تمتلك جهازًا صغيرًا يترجم المحادثات فورًا، يدير مواعيدك، ويقدم لك اقتراحات ذكية لحظيًا. هذه التكنولوجيا قد تغيّر حياة المستخدم العربي في التعليم، الأعمال، وحتى الحياة اليومية.